الخميس، 6 يونيو 2013

الشهيد سالم قطن .. شموخ يطاول عنان السماء بقلم حافظ القطيبي

 الشهيد سالم قطن  .. شموخ يطاول عنان السماء بقلم حافظ القطيبي

بسم الله الرحمن الرحيم
الشهيد سالم قطن .... شموخ يطاول عنان السماء 
الشهيد, سالم , قطن , السالمي, العولقي
الشهيد القائد سالم قطن


في الثامن عشر من يونيو 2012 استشهد القائد اللواء/سالم علي قطن في جريمة إرهابية بشعة اهتز لها الوجدان الوطني، إذ استهدفت هذه الجريمة قائدا عسكريا كبيرا بحجم الوطن ،عاش متفانيا في عمله ،حكيما في أفعاله ،متواضعا مع الآخرين، فحاز على احترام وتقدير معظم أبناء الوطن شبابا وشيوخا رجالا ونساء،تراهم حين نزل خبر استشهاده يهرعون متسائلين عن صحة الخبر ،ينتابهم الذهول لهول الجريمة الشنعاء ونذالة القائمين عليها من قوى الغدر والبغي.
إن الأوضاع التي يمر بها الوطن مليئة بالشرور والمكائد،اختلطت المصالح المشبوهة وافتقدت الأخلاقيات والقيم فكان العبث في كل شيء وذلك من أناس كان يجب أن يكونوا مع الوطن والشعب بحكم مسؤولياتهم ولكن كل واحد من هؤلاء كان أنانيا فاسدا،ما فتئوا يغيرون وجوههم لكي يكونوا من ذوي الوجهين وربما الوجوه المتعددةـ فافسدوا الحياة ودمروا الشعب وحرموه من الحياة الحقة .
وفي ظل هذا العبث ظل القائد سالم قطن ذا وجها واحدا مشرقا كالضحى ـ وربما كان هذا ذنبه الوحيد الذي عوقب به وعوقب معه العديد من الشرفاء المخلصين وهكذا هم القادة الانقياء يتعرضون للغدر والاستهداف منذ العصور الأولى إلى يومنا .
إن خلود الإنسان إنما يتأتى بالأعمال الخالدة والتضحيات التي يقدمها ،ولا يكبر الإنسان إلا بمقدار التضحية في سبيل الآخرين في سبيل الوطن والشعب ، وهكذا كان القائد سالم قطن قد خرج من نطاق الأنانية والفردية الضيقة إلى نطاق أرحب إلى نطاق الوطن والشعب وكان بوسعه كالآخرين أن يغير من ملامح وجهه ويتاجر بدماء البسطاء لكن نبته الأصيل أبى الدناءة فكان بحق القائد القدوة..القائد النموذج فلم تغره التمويهات ولا المواكب الضخمة ولا الحراسات الهائلة بل حمل روحه على كفه بشموخ يطاول عنان السماء ،وهذا ما يجعلنا نعجب بالشجاعة والشهامة لان هاتين الفضيلتين تعنيان الإقدام والتضحية بالذات في سبيل الآخرين ـ الشعب والوطن .
لقد حز الأسى والألم في نفوس الكثيرين من أبناء الوطن لفقد هذا البطل لكونه قائدا عسكريا محترفا ولكونه القائد الجنوبي الأبرز الذي يعمل مع قلائل بصمت ومحبة وعقلانية لتحقيق الأمن والسلم الاجتماعي في الجنوب التي شبعت من الآلام والحسرات والمعاناة وانضج ثمرات كثيرة لم يشعر بها إلا الواعون ،وقدم حياته فداء لوطنه وأهله وهى تضحيات تتعالى على الاستعراض الرخيص والتبجح الكاذب .
وإذا كانت خسارة هذا القائد جسيمة على الوطن فهي كذلك خسارة للرئيس عبد ربه منصور هادي الذي فقد احد أقوى الأجنحة التي يحلق بها وقلما يجد قائدا صادقا ومخلصا بهذا الحجم وبهذه الأخلاقيات، وهنا نوجه دعوة إلى الرئيس هادي بان يولي العناية بأسرة الشهيد البطل سالم قطن الذي يستحق كل التقدير والتكريم .
لقد صدق الشاعر الأحمدي حين قال:
يعيش الجيد حتى وان أمسى تحت الثرى مقبور ويبقى النذل ميت والنفس يجري بحنجوره
وسالم حي فينا ما توالت على الدروب دهور لان أفعال سالم بالجبل والواد محفوره
وتبقى ـيابن قطن ـ على مر الزمن بين العرب مذكور حروف اسمك لالىء فوق صدر الدهر منثوره
ندعو الله سبحانه وتعالى أن يتغمد الشهيد سالم قطن بواسع الرحمة والغفران وان يسكنه الجنة مع الشهداء والصديقين ،انه سمع مجيب،،،،،
حافظ قاسم صالح القطيبي
هل أعجبك الموضوع ؟

هناك تعليقان (2) :

  1. وفيت وكفيت وجزاك الله خير اوصفت وكملت واعطيه كلمه حق لانسان بصدق خساره ع الجنوبيين وتسلم اليد الي كتبت والله يوفقك

    ردحذف
  2. وفيت وكفيت وجزاك الله خير اوصفت وكملت واعطيه كلمه حق لانسان بصدق خساره ع الجنوبيين وتسلم اليد الي كتبت والله يوفقك

    ردحذف

عتق نيوز جميع المواد محفوظة ، يسمح النقل بوضع رابط المصدر