الأربعاء، 28 يناير 2015

البيان الاماراتية :أول دعوة رسمية للاستفتاء حول انفصال الجنوب

 اخبار صحيفة البيان الاماراتية حول جنوب اليمن 

أطلقت هيئة برلمانية جنوبية في البرلمان اليمني أمس، أول دعوة سياسية من نوعها وتشير صراحة إلى نزوع نحو انفصال جنوب اليمن، وتتضمن مطالبة بإجراء استفتاء شعبي في محافظات الجنوب حول الوحدة اليمنية بإشراف دولي، وصدرت عن مسؤولين جنوبيين مواقف تصب في نهر الانفصال، توازيها تحركات ميدانية ذات طبيعة عسكرية في محافظة عدن .

وجاءت دعوة النواب الجنوبيين عقب اجتماع عقدته الكتلة البرلمانية الجنوبية في البرلمان اليمني أمس في عدن . وهذه أول دعوة يتم اطلاقها بشكل رسمي من جهة نيابية في الجنوب وتعتبر جزءاً من السلطة التشريعية في اليمن.


وطالبت الكتلة البرلمانية الجنوبية مجلس الأمن ودول مجلس التعاون الخليجي بتمكين ما أسمته «الشعب الجنوبي» من تقرير مصيره عبر استفتاء تشرف عليه الأمم المتحدة.


وعقدت التيارات والأحزاب السياسية الفاعلة في جنوب اليمن، منذ استقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي، الخميس الماضي، محادثات مكثفة في عدن بهدف العمل على توحيد جهودها تمهيداً لإعلان الانفصال.


وكان نواب البرلمان عن المحافظات الجنوبية أصدروا بياناً عقب اجتماعهم في عدن قالوا فيه إن جماعة الحوثي لم تكتف بالانقلاب بل حاولت فرض الكثير من الرؤى والقرارات التي دفعت الرئيس هادي والحكومة لتقديم استقالتهما وما اتبع ذلك فرض الحصار الجائر وغير الإنساني وتقييد الحرية لمجموعة من الوزراء الجنوبيين.


فرز مناطقي


واعتبر بيان نواب المحافظات الجنوبية الإجراءات التي أقدم عليها الحوثيون «عملية فرز مناطقي وطائفي واضح للانقلابيين» تجاه أبناء هذه المحافظات الأمر الذي لا يستقيم معه البتة تجاهل المجتمع الدولي والإقليمي وتباطؤه القوي والحازم في ثني الانقلابيين عن الاستمرار في مخططاتهم الإجرامية، ما يضع الكثير من علامات الاستفهام ويتطلب التحرك العاجل»، حسب نواب الجنوب.


وأضاف البيان: «تؤكد الكتلة البرلمانية على رفضها القاطع لكل الخطوات الانقلابية التي أتت بعد مليشيات الحوثي للعاصمة صنعاء وترفض الاعتراف بها لكونها تمت تحت الضغط والإكراه من قبل الانقلابيين الحوثيين».


وأكد «على الاستمرار في تعليق عضوية الكتلة الجنوبية في مجلس النواب والمعلن في بيانها السابق أثر قيام مليشيات الحوثي باختطاف احمد عوض بن مبارك مدير مكتب رئاسة الجمهورية وتعتبرها سارية المفعول، حيث أنها تعتبر العاصمة عاصمة محتلة من قبل مليشيات الحوثي الانقلابية».


الكتلة البرلمانية حمّلت «الانقلابيين الحوثيين المسؤولية الكاملة الدستورية والقانونية والأخلاقية بما سيترتب على هذه الإحداث من زعزعة للأوضاع في اليمن والجنوب بشكل خاص».


إرادة دولية


وفي الاتجاه ذاته، قال محافظ عدن د. عبد العزيز بن حبتور إن انفصال الجنوب وشيك ولن يأتي الا بإرادة دولية. وقال بن حبتور في مداخلة عبر قناة «سكاي نيوز عربية» إن موضوع الانفصال مرتبط بسياسة دولية، وأن التصويت على استفتاء تقرير المصير لن يحدث إلا بإرادة دولية.


وأكد أنه «إذا صوت مجلس الأمن الدولي على قرار الانفصال نحن سنصوت للانفصال». وطالب المجتمع الدولي باتخاذ موقف حاسم.


وأكد النائب عن محافظة حضرموت فؤاد واكد لقناة «سكاي نيوز عربية»: «نحن لن نشارك في جلسة البرلمان، وسبق وأعلنت الكتلة الجنوبية في البرلمانية منذ اختطاف د.عوض بن مبارك بأننا نعلق عضويتنا في البرلمان اليمني».


وأضاف: «وصلنا إلى قناعة تامة بأنه لا توجد نية للإخوان في الشمال لإيجاد قواسم مشتركة مع الآخرين فلهذا نحن منذ أعلنا مقاطعة جلسات البرلمان لإنزال ضمن هذا التوجه ولا نزال ضمن هذه المقاطعة».


واختتم واكد بقوله: «إن ما حدث دفع الجنوبيين للمطالبة بالانفصال فهم يرون أن الوقت قد حان لإعلان الانفصال لأننا في الجنوب نعتقد جازمين بأنه لا توجد إمكانية للشراكة مع الإخوة في الشمال، ولهذا السبب نجد أنه يجب فك الارتباط وإقامة الدولة الجنوبية، وبعد ذلك إذا تحسنت الأوضاع مع الإخوة في الشمال إو إذا قدروا أن يسيطروا على دولتهم في الشمال فلا مانع ولا ضير أن نعود لنتباحث في هذه النقطة بالتحديد».


احتجاز أمنيين


وفيما أكدت تقارير أن لجان أبين الشعبية سيطرت على مدينة عدن الجنوبية، قال شهود عيان إن اللجان في مدينة المعلا بمحافظة عدن، سيطرت على طقم للأمن المركزي أمس. وذكر شهود العيان أن أفراد الطاقم تم احتجازهم في مركز شرطة المعلا المدار من جانب اللجان الشعبية في المدينة. وأضاف الشهود إن الوضع مازال متوتراً في المدينة حيث قامت اللجان الشعبية بإغلاق الشارع الرئيس والخلفي.


وتشهد مدينة المعلا توترًاً ومؤشرات صدام بين قوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي سابقاً) واللجان الشعبية التي تسلّمت ادارة مرافق في المدينة عقب استقالة الرئيس هادي.


وقالت مصادر بالمدينة إن تعزيزات من قوات الأمن المركزي وصلت الى المعلا عقب احتجاز اللجان لطاقم الأمن. ودارت بين الجانبين قبل يومين اشتباكات خلفت قتيلين من الأمن وآخر من اللجان ما جعل علاقتهما متوترة ولم تعطي المصادر معلومات عن سبب حجز الطقم من قبل اللجان .


ويسيطر المئات من مسلحي اللجان الشعبية على جميع مقرات الشرطة، بالإضافة إلى مقرات حكومية وحيوية مثل مطار وميناء عدن والمصفاة.


قتيل ومصابان


قال مصدر أمني يمني إن مسلحاً مجهولاً قتل وأصيب آخران أمس، خلال هجومهم على مقر للشرطة في محافظة عدن جنوبي البلاد. وقال المصدر، طالباً عدم ذكر اسمه إن مسلحين هاجموا بالأسلحة الرشاشة مقراً للشرطة في مدينة الشيخ عثمان في محافظة عدن ما أدى إلى تبادل إطلاق النار مع قوات الشرطة أسفر عن مقتل أحد المهاجمين وإصابة اثنين آخرين. وأضاف المصدر أنه لم يصب أي من أفراد الشرطة في الهجوم.


سياسيون يمنيون لـ« البيان »: الوضع ينذر بتداعيات خطيرة


أكد خبراء وسياسيون يمنيون أن الوضع في اليمن ملتبس وضبابي، لا سيما في ظل تصارع العديد من القوى داخل الدولة، بما ينذر بتداعيات سلبية خطيرة لا تقف عند حدود اليمن، بل تتجاوزها إلى ما أبعد من ذلك، حيث تهديد مباشر وقوي لدول المنطقة. حيث دعوا إلى ضرورة أن تلعب دول الخليج ومصر دورًا بارزًا في المساهمة في حلحلة الأزمة اليمنية، لا سيما أنها تشكل خطرًا كبيرًا على الأوضاع الأمنية والسياسية في المنطقة.


وأشار رئيس مركز إسناد لتعزيز استقلال القضاء وسيادة القانون‏ فيصل المجيدي في تصريحات خاصة لـ«البيان»، إلى أن «الوضع في اليمن أصبح ضبابيًا، لا سيما مع وجود التساؤل الخطير حول من الذي يحكم اليمن في الفترة الراهنة؟»، لافتًا إلى استقالة رئيس الحكومة خالد بحاح والتي سبقها استقالة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي جعل الدولة بلا مؤسسات.


وأوضح المجيدي في المقابل أن «حملة العصيان في الجنوب والتي انضمت لها مدينة مأرب التي تعد المدينة الأغنى في اليمن تعد صحوة شعبية، وتدفع بتكوين قوات تقف في مواجهة الحوثيين»، في الوقت الذي أشار فيه إلى أن الحوثيين لا يسعون للسلطة بصورة مباشرة لكنهم يرغبون في السيطرة على مفاصل الدولة مع استمرار وجود الرئيس عبد ربه منصور هادي، بحسب رأيه.


وضع ملتبس


وأشار رئيس المجلس الوطني الأعلى لتحرير جنوب اليمن د. عبدالحميد شكري إلى أن المشهد في اليمن «ملتبس وقابل للتصعيد، لا سيما أن أغلب الشعب اليمني مسلح».


وأوضح شكري في تصريحات لـ«البيان» أن هناك قوى عديدة متصارعة في اليمن، يأتي في مقدمتها الحوثيون، ثم جماعة الإخوان المسلمين والقاعدة، وبقايا نظام علي عبد الله صالح.


كما لفت رئيس المجلس الوطني الأعلى لتحرير جنوب اليمن إلى أن الجنوب يستعد خلال الأيام المقبلة لخطوات تصعيديه، وهناك مشاورات حول تشكيل حكومة، لا سيما بعد انضمام مدينة مأرب إلى حملة العصيان، فضلاً عن الجهود التي يبذلها أهالي الجنوب في توفير السلاح، وتكوين جبهات مناهضة للحوثيين، تكون على استعداد لمواجهتهم عسكريًا، خصوصاً أن المواجهة العسكرية قادمة لا محالة، مع رغبة الحوثيين المتصاعدة لاقتحام الجنوب والاستيلاء على ثرواته، وفق تصريحاته.


4 سيناريوهات


ومن جانبه، حدد عضو مجلس الحوار الوطني السابق حمزة الكمالي أربعة سيناريوهات متوقعة في اليمن: الأول، سيطرة الحوثيين وهو أمر لن يقبله الشعب ما يؤدي إلى مواجهات حتمية بين الجانبين. أما السيناريو الثاني، أن يتم إحالة الأمر برمته إلى مجلس النواب، وهو أيضاً أمر لن يعود بالخير، لا سيما أن البرلمان لا يعتمد على أية قوة أو ثقل في الشارع اليمني.


وعن السيناريو الثالث، لفت الكمالي إلى تشكيل مجلس رئاسي، وهو ما يعد أمرًا صعبًا رغم المطالبات العديدة به، خصوصاً أنه سيتم الخلاف حول من سيترأس هذا المجلس بالإضافة إلى أعضائه، وسيتم التشكيك فيه فيما بعد.. بينما السيناريو الرابع فهو عودة الرئيس اليمني المستقيل عبد ربه منصور هادي لمنصبه من جديد، وهو أمر مستبعد لا سيما أن منصور هادي نجا بنفسه من سلطة الحوثيين وتحميله مسؤولية الأحداث كافة».


وشدد الكمالي في تصريحاته إلى «البيان»، على أهمية وجود دور خليجي مصري لحل الأزمة اليمنية نظراً للتهديد الذي يمثله الحوثيون لكل من دول الخليج ومصر.


من يعبث باليمن اليوم؟ هل صحيح أن جهات خارجية تعمل بالتوافق مع جهات داخلية على إحداث الفوضى في اليمن بهدف تحقيق جملة من المعطيات من بينها العودة الى انفصال الجنوب؟ وهل صحيح أن ما تعنيه سيطرة الحوثيين على اليمن أن الإيرانيين باتوا يحكمون سيطرتهم على أربع عواصم عربية؟ وهل يمكن تصديق أن واشنطن يمكن أن تسمح لحلفاء ايران أن يقتربوا من مصالحها؟ وأين درجة الحقيقة في تشكيك الرئيس الأميركي باراك أوباما بوجود دور إيراني فيما يحدث في اليمن؟ وهل سنشهد حضور القوات الأميركية في اليمن لقتال الإرهاب؟


كلها أسئلة تحتاج إلى إجابات، لكن من الصعب تصديق الناطق باسم البيت الابيض جوش ايرنست، وهو يستبعد سيطرة ايران على المتمردين الحوثيين، إذ كيف يمكن أن يستقيم هذا الكلام مع قوله في الوقت ذاته إن الشراكة بين إدارة أوباما و«البنية التحتية للأمن القومي في اليمن» قوية في مجال مكافحة الإرهاب.


محللون أردنيون يصفون الوضع في اليمن اليوم انه بين الفوضى والصوملة.


ويقول الخبير الأردني في الصراعات الدولية عدنان برية إن «الإجابات الأميركية على ما يجري في اليمن تقود إلى الاعتقاد بأن هناك ما تجهز له واشنطن في الخفاء».


ولا يستبعد برية أن تفتح واشنطن خطاً مباشراً مع الحوثيين بموازاة علاقتها «الغامضة» مع إيران، خاصة وأنها تستعد لعقد تفاهمات معها بحلول يوليو المقبل، وصولاً لاتفاق بشأن الملف النووي.


ولا يجد برية إجابة عن سؤال ما إذا كانت واشنطن مطمئنة حيال عدم سيطرة ايران على باب المندب، وآبار النفط هناك. ويقول: حتى الآن يؤكد المشهد صعوبة حدوث ذلك، خاصة وأن «المندب ـ والنفط» يقعان في منطقة جغرافية معادية للحوثيين أولاً، وأن لديها القدرة على صدهم او عدم السماح لهم من الاقتراب ثانياً.


المدقق في تفاصيل ما يجري اليوم في الشارع اليمني يدرك أن جهة كبرى تخطط لما يجري وأن الحوثي مجرد منفّذ، لكنه المنفذ الذي يختلف من حيث الشكل أو الجوهر مع ما دأب البعض على تشبيهه بأمين عام حزب الله حسن نصر الله، بل هو شخصية تقف بالمنتصف بين طهران وأهدافها وواشنطن وما تريد تحقيقه يمنياً، حسب برية.


وعلى حد برية فإن معطيات عدة إضافة إلى الإشاعات تهدف إلى حرف المزاج الشعبي والسيطرة عليه، حيث إن الإشاعات وتضارب المعلومات تشجّع الجنوبيين على تسريع العمل على الانفصال، حتى إذا جاء رئيس جديد لليمن يمكن أن يؤكد للجميع أن انفصال الجنوب لم يكن في عهده، الأمر الذي سيبدو صحيحاً.


الخبير في الصراعات الدولية يرى إن أميركا لن تترك اليمن، خاصة ونحن نتحدث عن باب المندب وعن آبار نفط، إضافة إلى مخزن تاريخي للمتشددين. ويضيف أن الجميع في اليمن «شركاء الفوضى»، وعلى رأسهم الرئيس اليمني المستقيل عبدربه منصور هادي، يقول.


سيناريو الفوضى


أما ما يقلق النائب الأردني خليل عطية فهو أن «السيناريو اليمني الوحيد المتاح اليوم هو الفوضى». ويقول: «ليس هناك من حل سحري يمكن أن يجني من خلاله أي من الأطراف هناك». وبينما يصف عطية هذه الفوضى بالغامضة يقول: «عدد من الأطراف اليمنية تعتقد أنها يمكن أن تحقق مكاسب من بينها الحوثيون والجنوب».


أما الكاتب الأردني الخبير في الشأن اليمني حسين الرواشدة فيشبه ما جرى في اليمن بالآلية التي اتبعها حزب الله عندما سيطر على العاصمة اللبنانية بيروت قبل ثماني سنوات، وما فعله تنظيم «داعش» شمال العراق حين داهم الموصل وتقهقر أمامه الآلاف من جنود الجيش العراقي، وكأنه زمن الاجتياحات المفاجئة والسريعة.


على أن الرواشدة يقول إن تجربة الحوثيين في بلد مثل اليمن ستبدو مختلفة نسبياً، وذلك كونهم مجرد فصيل صغير لا يمثلون «الزيديين» الذين يشكلون ثلث سكان البلاد.


وينفي الرواشدة أن تكون المواجهة في اليمن طائفية أو مذهبية رغم أن الأمور تبدو في ظل ما يقوم به الحوثيون تبدو كذلك، مؤكداً أن ما يجري في اليمن إنما هو صراع سياسي.


مجتمع قبلي


بالنسبة إلى الرواشدة، فإن إيران كانت منذ البداية حاضرة، وأنها هي من تحرّك الأحداث عبر وكلائها الحوثيين.لا بل إن الخبير الأردني يعتقد أن عبدالملك الحوثي ابتلع «طعما» سيكون من الصعب عليه هضمه، أو لفظه من دون خسائر ضخمة، على الرغم من صورة المنتصر الذي تبدو عليها الأمور اليوم في الساحة اليمنية.


ويرى الرواشدة أن السيناريو الأقرب لليمن اليوم هو «الصوملة»، ويضيف «لن تقف الأمور عند انفصال الجنوب، بل بحروب ذات عناوين عدة من بينها الطائفية والعشائرية والمناطقية.. والجميع سيغرق».
هل أعجبك الموضوع ؟

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

عتق نيوز جميع المواد محفوظة ، يسمح النقل بوضع رابط المصدر